المدرسة الظاهرية مدرسة السلطان بيبرس
المكتبة الظاهرية
مقطع فيديو يعرض تاريخ المدرسة
https://www.youtube.com/watch?v=XtJoxgiesas
بسم الله الرحمن الرحيم
أمر بإنشاء هذه التربة المباركة و المدرستين المعمورتين السلطان الملك السعيد أبو المعالي محمد بركة قان ابن السلطان الشهيد الملك الظاهر بيبرس.
كتبت هذه العبارة فوق الباب الرئيسي للمكتبة الظاهرية بخط نسخي مزهر, فحوت ضريح ملكين هما الظاهر بيبرس و ابنه سعيد أبو المعالي ناصر الدين محمد بن بركة قان الذي أمر ببناء المكتبة حيث اشترى المكان الذي كان قصراً للأمويين و أسس فيه مدرسة للشافعية و الحنفية و دار للحديث و قبة للدفن حيث يتوارى جسد أبيه الملك الظاهر.
ولد الملك سعيد في القاهرة عام 1260___ 1280 حكم بعد وفاة أبيه حوالي سنتين توفي في الكرك عام 1980 و قامت أمه بنقل جثمانه الى دمشق حيث دفن الى جانب أبيه الظاهر بيبرس.
بدأ التدريس في المدرسة الظاهرية يوم الأربعاء الثالث عشر من صفر سنة 677 هجري
تقع المكتبة الظاهرية في حي العمارة بين باب الفرج و الفراديس تجاه العادلية بينهما طريق باب البريد المفضي الى الجامع الأموي
الوصف المعماري:
باب المكتبة ذو المقرصنات التي تعتبر من اجمل فنون العمارة الباقية ليومنا
و هذه بعض الصور القديمة لبوابة المكتبة او المدرسة الظاهرية التي تظهر هذه المقرصنات
بعد المرور بالرواق ذي الأعمدة نصل الى البحرة المضلعة
في الجهة الجنوبية نرى قاعة الضريح تغطيها قبة رائعة، أما جدرانها فمكسوة بفسيفساء زجاجية ورخامية، وفيها محراب رائع الصنع بالرخام الملون.
وإلى جانب هذه القاعة يوجد إيوان مغلق الآن. أما الإيوان الشرقي فقد اندثر ولم يبق من قوسه إلا ثلاثة أحجار وقد حل محله الآن بناء آخر يبدو أنه شيد في العهد العثماني.كما يوجد في الجهة الشرقية أيضا دار الحديث والتي لا يزال مدخلها واضحاً رغم التعديل فيه. وفي الجهة الشمالية توجد قاعة كبيرة. أما الطابق العلوي فهو عبارة عن قاعة فوق الجانب الشرقي وقاعة أخرى مع غرفة في الجانب الشمالي، كما يوجد غرفة فوق المدخل الغربي.
فصّل لنا (ابن تغري بردي) بعض التفاصيل عن بناء هذه المدرسة في حوادث سنة 676هـ:
- كان الملك السعيد قد أمر ببناء مدرسة لدفن أبيه فيها حسب ما أوصى به والده، فنقل تابوت الملك الظاهر بيبرس في ليلة الجمعة من قلعة دمشق إلى التربة المذكورة داخل (باب الفرج) قبالة المدرسة العادلية والتربة المذكورة كانت دار الشريف العقيقي، فاشتريت وهدمت وبنيت قبة المدفن في موضع بابها وفتح لها شبابيك على الطريق ، وجعلت بقية الدار مدرسة مؤلفة من قسمين: حنفية وشافعية.
- ويتمم لنا (اليونيني) وصف هذه المدرسة من وقفيتها التي بخط عز الدين بن شداد فيقول: (وقف الملك السعيد..... المدرسة المذكورة والقبة مدفناً، وما تبقى منها مسجداً لله تعالى برسم الصلوات وقراءة القرآن العزيز والاعتكاف، وباقي الدار مدرستان إحداهما شرقي الدار هي الشافعية، والأخرى قبلي الدار إلى جانب القبة وهي للحنفية ودار حديث قبلي الإيوان المختص بالشافعية).
- وهذا النص يعطينا صورة عن هيئة المدرسة الداخلية فهي صورة قريبة من الكمال، تصف لنا الجهة القبلية والشرقية من المدرسة، وقد جهلت علينا هيئة الجهة الشمالية التي نظن أنها كانت محتوية على حجرات للسكن وبيوت للطهارة.
- أما الجهة الغربية التي فيها باب المدرسة فواضح من التصميم أنها كانت خالية من البناء عدا الجدار الذي يفصل المدرسة عن الطريق.
و إليكم المزيد من صور المكتبة الظاهرية
و قد أقامت فيها الحكومة التركية مدرسة ابتدائية رسمية تشرف عليها وزارة المعارف.
و بناء على ما ذكر مدير المكتبة الظاهرية سامر اليماني تضائل شأن المدرسة بعد الصيت الكبير الذي وصلت اليه و ذلك بسبب تراجع الأوقاف التي كانت تشكل المورد الأساسي خلال عدة قرون
و لكن بفضل الله و طائفة من العلماء الأجلاء و أبرزهم الشيخ طاهر الجزائري عادت الحياة للمكتبة و سميت بدار الكتب الظاهرية.
استطاع مدحت باشا الحصول على قرار بجمع الكتب في مكتبة عامة مقرها تربة الملك الظاهر في عام 1295 هجري لمتانتها و توات الجهود في جمع الكتب و تطبيق القرار.
و بجهود و مساعي الشيخ طاهر الجزائري و صحبه جمعوا الكتب من عشر مكتبات:
المكتبة العمرية وما ضم إليها من المكتبة الظيائية - مكتبة سليمان باشا - مكتبة الملا عثمان الكردي - مكتبة مراد النقشبندي مكتبة السميساطية - مكتبة الياغوشية - مكتبة الخياطين - مكتبة الأوقاف - مكتبة بيت الخطابة. وهذه المكتبات هي التي جاء ذكرها في سجل المكتبة العمومية في دمشق المطبوع عام 1299هجري.
المكتبة العمرية:
و كان مقرها في صالحية دمشق و فيها خزانة كتب لا نظير لها فلعبت بها أيدي
مكانها في المدرسة العمرية التي أنشأها الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامى المقدسي المتوفى سنة 607ه، وهي في الأصل خاصة بالحنابلة الذين هاجروا من القدس عام 551ه هربا من الفرنجة واستقروا على سفح جبل قاسيون.
و بناء على ما جاء في كتاب دمشق بين الماضي و الحاضر محمد بسام العش جمع منها ما يقارب 660 مخطوطاً.
و لكن جريدة الرياض ذكرت انه تم نقل نجو 400 مجلد فقط.
مكتبة عبد الله باشا العظم :
و مقرها مدرسة عبد الله باشا بن الوزير محمد باشا محافظ الشام التي بناها محمد باشا سنة 1193هجرية بدمشق
فوجد فيها 461 مجلد
مكتبة الخياطين:
و فيها محموعة من الكتب وقفها الوزير أسعد باشا العظم و جعلها في مدرسة والده إسماعيل باشا في سوق الخياطين و عدد كتبها التي نقلت الى الظاهرية 375 مخطوطاً.
مكتبة الملا عثمان الكردي:
و كانت موضوعة في المدرسة السليمانية و وجد فيها 312 مخطوطاً
المكتبة السليمانية:
وقفها سليمان باشا بن إبراهيم العظم و جعلها في المدرسة اليمانية قرب باب البريد فقد معظمها و ليم يبق منها إلا القليل لم يزد على 260 مخطوطاً نقلت الى الظاهرية.
المكتبة المرادية:
كانت مكتبة عظيمة عامرة للمدرسة المرادية أنشأها الشيخ مراد النقشبندي و لم يبق منها إلا القليل لم يزد على المئتين و ستين مخطوطاً نقلت الى الظاهرية
المكتبة السميساطية:
و كان مقرها في الخانقاه السميساطية و تقع عند باب الأموي الشمالي المعروف بباب العمارة و عثر فيها على 81 مخطوطاً
مكتبة الخطابة في الجامع الأموي:
و هي مجموعة كتب وقفها صاحبها علي الدفتري دخل الظاهرية منها 73 مخطوطاً فقط.
مكتبة الأوقاف:
جمعت من خزائن متنوعة و وضعت في ديوان الأوقاف حفاظاً عليها و عددها 64 مخطوطاً و أربعة كتب مطبوعة.
المكتبة السياغوشية:
و كان مقرها في مسجد يقع بجادة تسمى القصاعين داخل باب الجابية بناه حسن باشا الشوربزي بأمر الوزير الأعظم سياغوش باشا لم يبق فيها إلا أحد عشر مخطوطاً
كما أن هناك عدد أخر من المكتبات التي ساهمت في تكوين مكتبة عامة منها جامع يلبغا و الأحمدية.
و كثير من المصادر الأخرى
ربطت المكتبة الظاهرية بدائرة الأوقاف حتى عام 1919 ثم ألحقت بديوان المعارف بعدها.
بلغ عدد المخطوطات التي تلقتها الدار كهدية 4612 مخطوطاً أما المطبوعات فبلغ ما أهدي الى المكتبة 1206 كتاباً.
أما الذين أهدوا مكتباتهم الى الظاهرية أو أهدى ورثتهم مكتباتهم إليها فهم:
مكتبة المرحوم عبد الغني القادري 946 كتاباً
مكتبة المرحوم محمد طاهر أبو حرب 919 كتاباً
مكتبة المرحوم أحمد صدقي كيلاني 578 كتاباً
مكتبة الدكتور رشاد الجاسم 464 كتاباً
مكتبة المرحوم محمد عارف المنير 244 كتاباً
مكتبة المرحوم سعيد الخاني 190 كتاباً
من المكتبة البريكية 179 كتاباً
مكتبة رفيق التميمي 173 كتاباً
أقسام المكتبة الظاهرية: قسم المطبوعات, قسم المخطوطات, قسم البصريات, قسم التصوير.
إعداد نور الطرزي
المصادر
دمشق بين الماضي و الحاضر إعداد محمد بسام العش
جريدة الرياض
موقع اكتشف سوريا
موقع سوريا الالكترونية
مصادر الصور
Demetrius at The Australian National University